فضاء حر

انقذوا القضية التهامية

يمنات

إن الثورات تفرض التغيير الجذري لأي شعب وأي امة على وجه الأرض وقد تفجرت ثورة الربيع العربي من تونس البوعزيزي مرورا ببقية الدول وهذه الثورات جاءت كرد فعل طبيعي وحتمي على الدكتاتورية وعلى القبضة الأمنية الرهيبة التي خنقت الأفاق الرحبة وحولت المجتمعات العربية إلى سجون كبيرة وكان الوضع في اليمن يشبه إلى حد كبير دول الربيع العربي رغم تغني النظام السابق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، فاندلعت ثورة الشباب السلمية وكانت لبنتها الأساسية من انقياء شباب اليمن وكادت هذه الثورة الشبابية أن تطيح بكامل أجهزة النظام لولا تكالب بعض القوى التي تسللت إلى صفوف الثوار بدعوى الانضمام إلى الثورة وبدأت هذه القوى تستغل تواجدها التنظيمي في الساحات وتضع العراقيل أمام الخطوات الحاسمة التي كان الشباب يستعد لخوضها فاستغلت هذه القوى إمكانياتها المادية وما تمتلكه من مليشيات لإبعاد الثوار والمفجرين الحقيقين لثورة الشباب السلمية واسبتدلتهم بشباب مؤدلج من صفوفها فأسهم هذا المسار الخطر الذي فعلته هذه القوى في إضعاف وهج الثورة وزحمها واندفاعها وتوجت هذه القوى مؤامرتها بالترويج للمبادرة والتوقيع عليها حتى قبل توقيع النظام نفسه وقد أسفرت هذه المبادرة عن إعادة إنتاج وتدوير السلطة بين الحزب الحاكم والأحزاب التي كانت شريكا معه في وقت من الأوقات

إننا اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة ترتيب الصفوف أعني بذلك صفوف الشباب الذي يعتقد إن أهدافه لم تتحقق وان ثورته سُرقت وان الوجوه التي صعدت هي نفس الوجوه التي لطالما رأيناها في السابق بينما الشباب خرج ينادي بالدولة المدنية التي ينشدها دولة العدل والمساواة دولة المواطنة الحقيقية لا دولة الأسر والعائلات والقبيلة والوجاهات .

واننا في تهامة كنا نشعر أن الأوضاع يمكن أن تتغير بعد ثورة 11فبرابر السلمية وبأن سياسة التهميش والإقصاء ونهب تهامة وقطع الخدمات الضرورية عنها سينتهي ولكن هذه الأوضاع مستمرة و هنالك من يريد ان تظل أوضاع تهامة كما هي وهذا ما يذكرنا بما حصل لتهامة عقب ثورة 1962م حيث استمرت نفس السياسات الظالمة والتمييز والعنصرية تجاه تهامة فما أشبه الليلة بالبارحة .

ان ابناء تهامة بحاجة إلى جبهة لانقاذ القضية التهامية التي استبعدت فنقول لهم انقذوا القضية التهامية التي لم يعترف بها رغم النداءات والوقفات والفعاليات والاستغاثات بانقاذ تهامة من ناهبيها بالامس الى ناهبيها اليوم بل وما يزيد الطين بلة ان ترمي لجنة الحوار الكرة في ملعب النظام السابق وتجعله الممثل للقضية التهامية الا يكفي انهم لم يعترفوا بالقضية التهامية ولم يوفقوا ناهبي الاراضي الذين هم اما من النظام السابق واما من حماة الثورة ولا يكفي ان تهامة ما زالت تعطي الموارد والضرائب والعائدات التي تغذي نصف محافظات الجمهورية ويمنعوا عنها ابسط الحقوق في الخدمات ويقطعون عنه الكهرباء في الصيف المميت وفي شهر رمضان و بحجج واهية يمارسون اعتى انواع التعذيب والقتل اليومي في ظل الحر المميت الذي يلتهم كل يوم من المرضى بالفشل الكلوي والقلب والضغط ويقتلون من الاطفال والنساء من كبار السن بالاطفاء الذي يصل الى اكثر من 20 ساعة باعتراف توجيهات رئيس الوزراء في مذكرته التي وجهها الى وزير الكهربا العميد وقطعت وحبس على اثرها شباب تهامة باوامر الوزير من بقايا صالح ويسمى صالح وهذا كله تحت مراى ومسمع حكومة الوفاق واشرافها وصمتها عن استمرار النهب في تهامة والقتل الذي يمارس دون النزول الى تهامة وتلمس همومهم ومعاناتهم من قبل حكومة الوفاق والتي لا تعرف الطريق الى تهامة بل تعرف الطريق الى صعده والى الجنوب اما تهامة فهي خارخ خارطة التغيير وخارج خارطة الثورة كما يظهر ذلك من خلال التعامل مع الملف التهامي او انهم تركوا تهامة للنظام السابق وورثوه اياها رغم ان تهامة اعلنت انضمامها الى الجمهورية اليمنية وطالبت بالحقوق والمواطنة المتساوية

كل ما يحصل في تهامة يعطينا دلالة ان النظام الحالي اوكل تهامة للنظام السابق وجعلهم هم الممثلون للقضية ولتهامة اجمع وهم يعلمون انه الجلاد الاول لتهامة ويتضح من ذلك الحقيقة الحتمية ونقولها وبالخط العريض هناك أيدي عابثة اندست على الثورة لتحافظ على مصالحها وخاصة في تهامة ولا تريد أن تسوى كل مشكلات اليمن عامة وتهامة خاصة وتعمل على فشل ثورة الشباب السلمية وعلى عرقلة مشروع الدولة المدنية الاتحادية وبذلك نقول لتهامة اصحوا ويكفي نوم وتفرقة وشتات وانقذوا تهامتكم قبل فوات الاوان وتمرر عليكم اللعبة كما تمررت في ثورة 1962 م ونظل وريثة الانظمة المتعاقبة ونعيش خارج التغيير وخارج خارطة الثورات

زر الذهاب إلى الأعلى